إختفت ظاهرة تربية قطعان الدجاج الصغيرة في ساحة مفتوحة عن الدول الغربية خلال النصف الأول من القرن العشرين. وقد تطورت صناعة اللحوم بمنأى عن صناعة البيض فتوسعت بشكل رهيب حيث يتم ذبح ما يقارب ال-50 مليار من الدجاج في العالم في السنة الواحدة. ويتم احتجاز الديوك في حظائر صناعية ليجري ذبحها في سن لا يتجاوز الشهر ونصف الشهر. ويؤدي انتشار التكنولوجيات الزراعية الغربية في العالم أجمع إلى التراجع السريع لاساليب التربية التقليدية.
ولتسريع نمو الصيصان يتم إتخامها بالمواد الكيماوية المنشطة للنمو بالإضافة إلى إضاءة الحظائر بضوء باهر يمنع الديكة من النوم ليزيد من استهلاكها للغذاء، كما أن بنية أجسامها قد خضعت للتغييرات الجينية البعيدة المدى والهادفة إلى تسريع نموها وتغيير التناسب بين أعضاء الجسم إلى حد التشوه، حيث تم تثخين الأعضاء “التجارية” (العضلات والصدر)، فيما تم تقليص الأعضاء “الزائدة” (العظام والسيقان). وكنتيجة لذلك يعجز الديكة عن حمل وزن أجسامها لتصاب بالتشوهات الموجعة في سيقانها.
وتتمرغ الديكة في روثها طيلة حياتها، حيث تتراكم أبخرة الأمونيا في الحظيرة لتعرقل عملية التنفس، بل وتسبب الإصابات الجلدية والعمى. كما تتكون قرح الضغط وغيرها من التقرحات والحروق في السيقان تنيجة القبوع المستديم على الأرضية المتعفنة.
وتقارب الزحمة في الحظائر الحد الأعلى لقدرة الديوك على البقاء، أي ما بين 10 و-20 من الديكة للمتر المربع، في حين يبلغ عرض جناحي الديك نصف متر. ويضطر الديكة إلى الدوس على بعضها للوصول إلى الغذاء والماء. وتؤدي الزحمة والاختناق وشدة الحرارة والضوضاء الدائمة بالديكة إلى عصبية عارمة، مما يدفعها إلى مهاجمة وإصابة بعضها البعض بجروح تؤدي إلى موت بعضها أحيانا.
وتبدأ عملية نقل الديكة إلى المسلخ بزجها بعنف وهي مجوعة ومرعبة في أقفاص مزدحمة. وخلال هذه العملية تصاب الديكة بالالتواءات والكسور في سيقانها وأجنحتها وتهشم أعضائها والعطش والاختناق. وفي المسلخ يقطع الذابح عنق الديك ثم يلقي به نازفا راجفا وهو معلق مقلوبا عالقة ساقاه بين فكي كماشة معدنية.