يعود مصدر معظم الجلود في صناعة الأحذية والحقائب والمعاطف والأحزمة والأثاث وما إلى ذلك إلى أجسام الحيوانات التي سبق استغلالها في صناعات أخرى مختلفة، لا سيما صناعة لحوم الأبقار. وتتعرض الحيوانات في صناعة اللحوم لشتى أعمال العنف من إخصاء وبتر قرون ووسم بواسطة حديدة حامية أو بالكي البارد وقطع للذيل وتلقيح صناعي. ويعتقد البعض أن شراء منتجات الجلود لا يمثل أي مشكلة أخلاقية، لأن الجلود منتج جانبي لصناعة اللحوم، ولكن ما يدره بيع الجلود من مدخولات يشكل نحو 10 في المئة من مجموع مدخولات صناعة اللحوم، وفي الكثير من الحالات تكون مدخولات الجلود هي ما يحوّل الصناعة بأكملها إلى صناعة مربحة. وفي بعض البلدان يعود جزء من منتوجات الجلود إلى الأبقار المذبوحة بعد استغلالها في صناعة الألبان. وتمر حياة تلك الأبقار بين الزريبة المقفلة وغرف الحلب الآلي بعيدا عن المراعي الطبيعية. أما صغارها فتفصل عنها عنوة بدون رضاعة. وتعاني البقرة الحلوب من أمراض خطيرة في الضروع والقوائم.
وإن كان الجلد يعتبر منتجا جانبيا إلا أنه ذو تأثير مباشر على مصير الحيوان، فكلما كان الحيوان أصغر سنا كلما اعتبر جلده أكثر جودة، وهو ما يؤدي إلى ذبح حيوانات مختلفة وهي جراء، ومنها العجول والجداء وغيرها. ولكون عملية سلخ الجلد من جسم الحيوان تستغرق وقتا غاليا في المسلخ، يباشر فيها والحيوان لا يزال في حالة الصحو الكامل. وزيادة على ذلك كله تقوم صناعة الجلود “النادرة” على قتل الحيوانات البرية خصيصا لغرض سلخ جلودها، بل ويتم احتجاز بعض الأجناس مثل التماسيح في ظروف صعبة للاستفادة من جلودها صناعيا.